المَعبَد الروماني - بزيزا

تَقَع بَلدَة بزيزا Bzizia في قَضاء الكورَة، وبِحَسب عُلماء الآثار، فإنّ بزيزا تَقومُ على قَريَة قَديمَة دَمَّرَها الزِلزال.

أمَّا المَعبَد الرّومانيّ المُتَهَدِّم فيها، فَيَعودُ الى القَرن الميلاديّ الأوَّل، شُيِّد على أنقاض معبد فينيقيّ، وما زالَت ثلاثَة جُدرانٍ مِنه قائمةً تَرتَفِع حوالي خَمسَة أمتار، كما تَنتَصِبُ على مَدخَلِه أربَعَة أعمِدَةٍ، تيجانُها مَنقوشَةٌ وِفقَ الطّراز الأيّونيّ، الذي يَندُر في لبنان، والذي يَتَمَيّز بالتيجان المُزَخرَفة بِشكل دائريّ. 

ويُعَدُّ الإفريز الذي يَصِل الأعمِدَة بِبَعضِها أحَد أبرَز ميزات المَعبَد، إذ تُزَّينُه نقوشٌ تُجَسِّد فَراشاتٍ وأشكالاً نَباتية... كما يتَواجَد في أرجائه بعضٌ من حِجارتِه الضَخمَة. حُوّل هذا المعبد الى كنيسة مزدوجة تحمل اسم سيّدة العواميد ما بين القرنين الخامس والسّابع، واسمها مستوحى من أعمدة المعبد ولم يبقَ منها سوى حنيتين كانتا تشكلان صدرها في الجهة الشمالية الشرقية من المعبد. 

قِلَةٌ هُم الرحّالة الغربيون، الذين كتَبوا عن هذا المَعبَد،  فَجاء في كِتاب الرَحَّالة الأب هنري لامَنس اليسوعيّ «في طَرَفٍ من أطرافِ الكورة، ترى هَيكلاً أيونياً صغيراً وأنيقاً جداً، فيه أعمِدةٌ وصَدَفاتٌ مُقعَّرَة». أما المُستَشرِق الفرنسي إرنست رينان، فَقَد أورَدَ في كِتابِه «بِعثَة فينيقيا» أن "تلك الآثار تُخفي قِصَّة دَيرٍ بيزَنطي، كانَ مُجلّلاً بِصفوفٍ من القناطِر المُتناسِقة، كلُّ صفٍّ يَحوي على 24 عَموداً".

 

 

Location: https://goo.gl/maps/EkpSi1TdmQMwx2wi9