غزير بلدة تاريخيّة
غزير بلدةٌ تاريخيّة، تَتَمَيَّز بِكَوْنِها مَسقط رأس الأمير بَشير الشَّهَابِيّ الْكَبِير (١٧٦٧-١٨٥٠)، والرَّئِيس اللُّبنَانِيّ فُؤَاد شهَاب (١٩٠٢-١٩٧٣)، وَالطُّوبَاويّ أَبُونَا يَعقُوب الْكَبُّوشي (١٨٧٥-١٩٥٤). كما تَتَمَيَّز بهَندَسَتِها المِعمَارِيَّة اللُّبنَانِيَّة التَّقلِيدِيَّة، فهناك أَكثَر مِن ٧ كَنَائِس وَأَديِرَة تَعُود إِلَى القَرون السّابقة، من القرن الخَامِس عَشَر وحتّى التاسِع عَشَر، ذات طابع تراثيّ تقليديّ، بِالإضَافَة إِلَى الْجِسر الَّذِي يَعُود إِلَى الحقبة الرومانية، وَالسُّوق التِّجَارِيّ وَالسَّرَاي اللَّذَين يَعُودَان إلَى الحقبَة العُثمَانِيَّة.
لَمحَة تاريخيّة
مُنذُ القِدم، أيّ مُنذُ ما قَبل الفينيقيّين، لا بل منذ العَصر الحَجري القديم والحديث، كانت غزير مَقَرًّا للقِوى المُتعاقبة عليها نَظَرًا لمَوقِعِها المتميّز. لا تَزال بعض الشّواهِد التّاريخيّة عن تلك الحقبة موجودة، بَعضُها يعود الى العَصر الحَجريّ القديم والحديث، وهي مَحفوظَة في مَتحَف في جامعة القدّيس يُوسُف - بيروت، للآثار الّتي تعود إلى ما قَبل التّاريخ الحَجَري في لبنان...
كذلك كانَت مَنطَقَة غزير من بين المَواقع المُفضَّلَة عند الرّومان ، وقد جعل فيها هؤلاء جسراً ما زال قائماً وأبراج مُراقَبَة.
دير مار يوحنّا هو من الأقدَم في البَلدَة، بُني في القرون الوسطى، في زَمَن الصّليبيّين.
في القرنين الثّالث والرّابع عشر، وَقَعَت غزير كما كافّة ضواحيها، تَحتَ سَيطَرة المَماليك الّذين عَبثوا بكامِل المنطقة قتلًا وخرابًا.
في العام 1516، وبعد هزيمة المَماليك على يدِ العُثمانيّين، مَنح هؤلاء أمراء بني عَسّاف التّركمان، السّيطَرة على كسروان، فنقلَ هؤلاء مَقَرَّهم إلى غزير، واستقَرّوا في ما كان يُعرَف بِسَرايا العَسّافيّين ناحية دير مار فرنسيس حاليًّا.
وفي القَرن الثّامِن عَشَر وتَحتَ عَباءة العثمانيّين، كانت غزير تَحتَ حُكم الأمراء الشّهابيّين وفي طليعتهم الأمير بشير الكبير، الّذي وُلِد فيها في العام 1767.
بعد انتصار الحلفاء في الحرب العالميّة الأولى ودَحر العثمانيّين في العام 1918، خضعت غزير، مِثل باقي المناطق، لسلطة الانتداب الفرنسي حتى العام 1943، تاريخ استقلال لبنان.
تجدُر الإشارة إلى عدم وجود أيّ آثار بيزنطيّة في مَنطَقة غزير.
معلومات عامة
تَحدُّ غزير من الشمال بَلدَات أَدما، فَتقا وَالكُفُور، وَمِن الشَّرق بَلدَتا جدَيدِةَ غَزِير وَدلِبتَا، وَمِن الجَنُوب بَلدات شنَنعِير، سَاحِل عَلمَا وحَارَة صَخر، كما ويحيطُ بها غَرباً شاطئ البَحر
المحافظة: جبل لبنان
القضاء: كسروان - الفتوح
المسافة من العاصمة: 25 كلم
المسافة من مركز القضاء: 10 كلم
االارتفاع عن سطح البحر: ما بين صفر و600 متر
المساحة: 5.42 كم مُربَّع
عدد الأهالي: 8200 نسمة
عدد السكّان: 25000 نسمة
ًالمجلس البلديّ: 15 عضوا
المخاتير: 5
الوصول الى البَلدَة من الجنوب: بيروت، أنطلياس، نهر الكلب، جونيه، غزير
.الوصول الى البَلدَة من الشمال: طرابلس، البترون، جبيل، طبرجا، غزير
أمّا بالنّسبة لأصل كلمة "غزير"، يَذكُر الدّكتور أَنِيس فرَيحَة في كِتابِهِ "مُعْجَم أَسْماءِ المدن وَالقُرى اللُّبْنانِيّة" أنّ الاسم من جذرGEZER "السّاميّ المشترك الّذي من جملة معانيه الثّانويّة" الحكم والفصل والبتّ في الأمور (من فكرة القطع) والحصّة والنّصيب. وقد وردGEZER اسم مكان في التّوراة (يشوع ١٠ : ٣٣) بمعنى الحصّة والنّصيب. وعليه يكون اسم "غزير" السّاميّ القديم محتمِلًا عدّة معان
آخرون ردّوا أصل الاسم "غزير" إلى السّريانيّة GEZIRA أوGEZIRTA أيّ المجتزأة والمقطوعة والمنفصلة، وسبب تسميتها يعود إلى شكلها الجغرافيّ، إذ "هي مفصولة عن كلّ ناحية ممّا يجاورها بأودية وهضاب" كما جاء في بحث مخطوط قديم عن غزير يعود إلى القرن التّاسع عشر. تجدر الإشارة هنا إلى أنّ كلمة "جزيرة" العربيّة مشتقّة من الجذر نفسه الّذي جاء منه اسم غزير، إذ إنّ الجزيرة بطبيعتها منفصلة ومقطوعة عن اليابسة بالمياه.
وبعضهم ردّ كلمة غزير إلى غزارة المياه المتوافرة فيها بكمّيّات كبيرة... وهنا الأب جوزيف غودار اليسوعيّ (المشرق ، ٤ : ٧٧٤) ، يقول أنّ البلدة كانت تعرف قبلًا باسم " البرج" ، نسبة إلى البرج الّذي أنشأه العسّافيّون فيها، ولمّا جُرَّت إليها المياه من نبع المغارة، استبدلوا اسمها بـ "غزير". لكنّ هذا التّفسير غير واقعيّ، لأنّ اسم غزير كان قد ورد في مدوّنات سابقة لتاريخ بناء البرج فيها.
Youtube Links
When Anthony Rahayel is with Gaby Reaidy in Ghazir
وثائقي عَن الكِتابات واللَوحات التاريخية في بَلدَة غزير – أربَع أجزاء
https://youtu.be/IVGC3jD6md0 دليل غزير
https://youtu.be/poQFabI5ePo غزير بَلدَة تاريخية
https://goo.gl/maps/ucQTqxC1uW4wtXKY8 Banner Location
