كنيسة مار مخائيل - سرعل

تقع بلدة سرعل  في قضاء زغرتا، محافظة الشمال. متوسط ارتفاعها عن سطح البحر حوالي ٧٠٠ متر. تبعد عن بيروت العاصمة ٨٧ كلم، وعن مركز المحافظة طرابلس ٢٥ كلم، وعن مركز القضاء زغرتا ٢٠ كلم. يقول الدّكتور أنيس فرَيحَة، في كِتابه "مُعجَم أسماء المُدُن والقُرى اللّبنانيّة" إنّ اسم سرعل يحتمل تفاسير عدّة: zar il  أي غرس الله وزرعه، وقد ورد "يرزعيل"  الله يزرع اسم مكان، راجع يشوع 56:15. وقد يكون sara el بساط الله وسهله. وقد يكون الجزء الأوّل sar ومعناه الأمير والمُقدّم، والجزء الثاني من جذر "علا" ellaya  العلي والرفيع: الأمير العالي او مُقدّم العالين.

تُعدّ كنيسة مار مخائيل في سرعل من المواقع الدينية الأثرية التي يزورها المؤمنون والسياح لأسباب عدّة، منها الطراز الهندسي المميز لبنائها والجداريات التي تزين سقفها وجدرانها وجثمان الخوري يوسف أبي مارون معتوق.

وكان سكان قرية سرعل قد قرروا إنشاء كنيسة أكبر بدلاً عن الكنيسة القديمة التي تعود إلى العصور الوسطى. فبوشر ببناء الكنيسة الجديدة في العام ١٨٨٣، واستُقدِم المُعلِّم المعماريّ ميخائيل الكاحلي من طرابلس، الذي بنى الكنيسة بطول ٣٠ مترًا وبلغ كلّ من العرض والارتفاع ١٣ مترًا من دون أية فواصل أو أعمدة في الداخل، مع حجر بني وأصفر من الخارج. وكان أسعد المصروع هو من بنى قببها الثلاثة التي تتسع لثلاثة اجراس وترمز الى الثالوث الأقدس. وقد شاء القدر أن يسقط أسعد عن سطح الكنيسة مكان عمله ويلاقي حتفه وذلك في العام ١٩٠٦، وهو تاريخ انتهاء الاعمال في الكنيسة. ويلاحظ في بناء تلك الكنيسة أنّ بعض تفاصيلها الهندسية تذكّر بكنيسة مار جرجس – إهدن...

تعلو مدخلها قبة ثلاثية مع زخرفات، وهي متناسقة مع هندسة الكنيسة، وعليها نقش لعبارة ردّدها مار مخايل ، حيث نقرأ: "من مثل الله ١٩٠٦" وهذه العبارة قالها الملاك ميخائيل حينما حارب الشيطان..

 وفوق باب الكنيسة ايضًا أيقونة مار مخايل، وتحتها رخامة تؤرّخ تاريخ البناء، حيث نقرأ:

كنيسة مار مخائيل

سرعل

تم بناؤها بعناية أبنائها

في ١٥ نيسان ١٨٩٣

وكانت اللوحات الجدارية التي رسمها راجي دانيال، من سرعل، هي الجزء الأجمل من الكنيسة. فهو رسام محترف درس في إيطاليا. وقد بدأ عمله في الكنيسة في عام ١٩٥٤ بمساعدة رسّام إيطالي...فنجد بين رسوماته بشارة العذراء مريم من الملاك جرائيل، الميلاد، عماد يسوع في نهر الاردن على يد يوحنّا المعمدان، أعجوبة قانا، الراعي الصالح، يسوع في بستان الزيتون، و يسوع مع السامريّة..كذلك نجد رسومًا للقيامة، والعنصرة وحلول الروح القدس على تلامذة المسيح بعد صعوده بعشرة أيام ، ولانتقال السيدة العذراء، ولموسى حاملاً الوصايا، وللقدّيس مارون حاملًا بِيُمناه عصا الرعاية ووجه ليسوع وللعذراء مريم...كما ونلاحظ عدّة رسوم لملائكة يحمل بعضها القربان المقدّس...وفي الكنيسة أيضًا لوحة لمار شربل بالإضافة الى لوحات تجسّد مراحل درب الصليب وغيرها...

وفي العام ٢٠٠٢ تم ترميم جداريات الكنيسة، وقد قام بذلك الرسام حبيب خوري من بلدة الناعمة، عاونته لونا خوري، كما أضاف بعض الرسوم إلى الجداريات، كذلك رمّم لوحة زيتية لمار مخائيل الزيتة التي تعلو المذبح الرئيسي،  والتي كان قد رسمها الرسّام راجي دانيال في ١٤ شباط ١٩١٢، كما هو مدوَّن عليها.

الكنيسة ذات سوق واحدة مع ثلاثة مذابح رخامية: الأول تعلوه لوحة زيتة لمار مخايل كما ذُكِر آنفًا مع نقش على الرخام تحت المذبح للملاك مخائيل رئيس الملائكة حاملًا سيفًا داعسًا الشيطان، وعن يمينه مذبح مع تمثال للسيدة العذراء وعن يساره مذبح مع تمثال لمار يوسف

كما يوجد في غرفة مجاورة للكنيسة جثمان كاهنها الخوري يوسف أبي مارون معتوق (١٨٤٧-١٩٢٩) ، وكان قد خدم الرعية مدة ٢٩ عامًا، أي من العلم ١٩٠٠ إلى العام ١٩٢٩. واشتهر بقداسة سيرته وبقاء جسده سالمًا من الفساد، جالسًا على كرسيه....

Location

Video