كنيسة القدّيسين يواكيم وحنّة في عنّايا، هي كنيسة رعائيّة تابعة لدير مار مارون، للرّهبنة اللّبنانيّة المارونيّة. يتمّ الوصول إليها عن طريق جبيل، مرورًا بمنطقة حبوب ثمّ جنجل وبريج وراس قسطا وصولًا إلى عنّايا
يقول الدكتور أنيس فرَيحَة، في كِتابه "مُعجَم أسماء المُدُن والقُرى اللبنانية" أن كَلِمة "عنّايا" تحمل تفسيرات عدّة منها "بيت عنّايا" أيّ "بيت المغنّي" أو "الرّاهب النّاسك والمتقشّف" أو "الغنّام" وسبب تعدّد التفسيرات يعود إلى أنّ الجذر له معانِ عدّة "الإجابة"، "الكلام"، "المعاناة"، "الفقر"... ويقول أيضًا الأب لويس مطر، القيّم على دير مارون – عنّايا والمسؤول عن تسجيل عجائب مار شربل، بأنّ اسم "عنّايا" قديمًا كان "بيت عنيا"، ثمّ تحوّل إلى "بيت عنّايا" عام 1828، حتّى عرفت أخيرًا بـ "عنّايا".
ترتفع 1200 متر عن سطح البحر وتبعد عنّايا عن العاصمة حوالي ٦٠ كلم، وعن جبيل مركز القضاء حوالي ١٦ كلم. فيها تلّة تجلّي الرّب، الّتي باتت تعرف بدير القديسَيْن بطرس وبولس، حيث المحبسة الّتي عاش فيها القديس شربل مخلوف، ومنها شعّت فضائله، إذ دخل المحبسة في شباط 1875 ومات فيها. جنوبي شرقي عنايا يرتفع جبل موسى، أمّا لجهة الجنوب فهناك وادي جنّة.
الكنيسة مبنيّة في منطقة تعرف بإسم مار مْقيم ومعناه "مقام القديس". نقرأ في كتاب الدّكتور كريستيان الخوري "السّيّدة العذراء" – الجزء السّابع – دراسات تشير إلى أنّها تعود للعهد الصّليبيّ، وهي الوحيدة في لبنان المشيّدة على اسم والديّ السّيّدة العذراء. مبنيّة من الحجر الغشيم، سوق واحدة عقد قصبة بباب واحد غربيّ، وشرقيّتها حنيّة منبسطة.
ويقول الأب لويس مطر، بأنّ الكنيسة بنيت عام ٨١٠ وهي من أقدم الكنائس. ويضيف أنّها رمّمت من قبل المديريّة العامّة للآثار عام ١٩٧٣، بعد أن كانت في حالة خراب. ثمّ لاحقاّ شُيّدت بقربها كنيسة مع بهو تابع لها، وجُعلت تلك الجديدة دون مستوى الكنيسة القديمة كي لا تحجبها، مع المحافظة على البناءالقديم.
أدرجت على الخارطة السياحية الدينية في العام ٢٠٢٣
بالعودة الى القديسين حنّة ويواكيم ، كان الأخير من النّاصرة من ذُريّة داود، أمّا القدّيسة حنّة فمن بيت لحم من سبط يهوذا، وكانا بارَّين سائرين في شريعة الرّبّ، لكنّهما كانا حزينين لأنّهما لم يُرزقا ولدًا. وأخذا بالتضرّع إلى الله كي يرزقهما ولدًا يُكرِّسانه لخدمته تعالى. فاستجاب الله صلاتهما وولدت حنّة مريم العذراء. ولمَّا بلغت العذراء الثالثة من عمرها، قدّماها إلى الهيكل. وصرفا حياتهما بالصّلاة والتأمّل. توفّي يواكيم عن عمر يناهز الثّمانين سنة بشيخوخةٍ صالحة بين يديّ حنّة، وابنته مريم. أمّا حنّة فعاشت حتّى حظيت بمشاهدة الطفل يسوع ثمّ رقدت بسلام ولها من العمر تسع وسبعون سنة.
يذكر أنّ العالم يحتفل بعيد القدّيسين يواكيم وحنّة في السادس والعشرين من شهر تمّوز. وفي لبنان، يحتفل بهذين القدّيسين في التاسع من أيلول، وهو اليوم الذي يلي عيد مولد السّيّدة العذراء. كما جعل البابا فرنسيس من الأحد الرّابع من شهر تمّوز يومًا عالميًّا للأجداد وذلك منذ العام ٢٠٢١.