كنيسة سيّدة القلعة - شحتول

 في القرن التّاسع عشر، وفي حيّ صربين في أعالي بلدة شحتول، ظهرت السّيّدة العذراء عدّة مرّات في مغارة داخل صخرة. لذا، وعلى تلك الصّخرة، شُيِّدت كنيسة أُطلق عليها اسم "سيّدة القلعة" نسبةً إلى موقعها على صخرة مرتفعة، كما نُقلت إلى داخل المغارة صورة العذراء مريم. وفي العاشر من شهر تشرين الثاني ١٩١٨،  شَعَّت كافّة أرجاء الكنيسة بنور انبعث من داخلها، وكانت تلك الأعجوبة علامة لانتهاء ويلات الحرب العالمية الأولى. ومذّاك أصبح مزار سيدة القلعة ملجأً وملاذًا للمؤمنين

تُعتبر "كنيسة سيدة القلعة" التي كانت تابعة لدير مار عبدا -  هرهريا القطّين، من كنائس "الحقلة"، أي الكنائس المَبنيّة في الأراضي الزراعية  البعيدة عن الدير الأم، إذ كانت المسافات تحول دون إمكانية بلوغ الدير للصلاة خلال النهار،  فكانت كنائس الحقلة تتيح للرهبان والمزارعين الصلاة أثناء تواجدهم في الأراضي الزراعية البعيدة.

الكنيسة معقودة ووجهتها نحو الشرق، تحيط بها ساحة كبيرة ولها مدخلان أحدهما من الجهة الجنوبية والآخر من الناحية الغربية، أما جدرانها فمن الأحجار الكلسية.

مذبح الكنيسة من الرخام  تحدّه من الجانبين أعمدة لولبية. تحت المذبح منحوتة رخامية تجسّد صعود مريم العذراء، مع زنبقتين ترمزان الى بتوليتها،  يعلوها بيت القربان نحتت عليه الكأس والقربان وحمامة ترمز الى الروح القدس. وإلى جانبيّ المذبح تمثال للقديسة ريتا، وآخر لمار يوسف، وعن يساره، مذبح صغير تزيّنه منحوتة رخامية لمار يوسف مع زنبقة، ويعلوه تمثال للسيدة العذراء. 

في الكنيسة أيضًا لوحة زيتية للعذراء والطفل يسوع معلقة في الحنية، تظهر فيها العذراء وهي تحنو فوق ولدها بعينين شبه مغلقتين، تضُّمُ ابنها بيد وهو يمسك صليباً صغيراً، وبالأخرى تمسك عيناً ساهرة تحمي من الشر. يُروى أن اللوحة تعود إلى القرن الثامن عشر أو التاسع عشر، كونها من عمل الرسام الخوري موسى ديب (١٧٣٠ – ١٨٢٦)، الذي ولد في دلبتا وأمضى حياته في دير سيدة الحقلة، وكانت قد خضعت اللوحة إلى عدّة محاولات بدائية لترميمها، ما أفقدها الكثير من رونقها إن من ناحية ألوانها  الترابية أو خطوطها البنيوية، إلى أن تم ترميمها في العام ٢٠٠٤ على يد ابن بلدة غبالة، الدكتور عصام خير الله. أمّا إطاراللوحة فيتكوّن من لفافة الكرمة الذهبية التي تتخلّلها أوراق وعناقيد وكل ذلك يرمز إلى السيد المسيح.

 في الطابق العلوي فوق الكنيسة أنطش كان مسكنا للكاهن، وتعلو سطحها قبّة من حجر يتوسّطها جرس برونزيّ من صنع أبو يوسف نفّاع وأبنائه – ١٩٥١

 

Location

Reel