تقع بلدة قنات في قضاء بشرّي محافظة الشمال. تبعد عن بيروت ١٠٧ كلم وعن المحافظة ٣٣ كلم وعن مركز القضاء ١٧ كلم. ترتفع عن البحر ما بين ١٠٠٠ و١٦٠٠م.
طريقها الرئيسيّ صعوداً من شكّا، نحو اميون، كوسبا، طورزا، برحليون وصولًا إلى قنات.
إشتهرت البلدة بنسّاكها ونسّاخها وبعدد كنائسها منها كنيسة مار شينا الّتي بنيت على أنقاض معبد رومانيّ وعلى عدّة مراحل، كان آخرها عام ١٨٦١ هذا ما تشير إليه لوحة منحوتة تعلو المدخل الغربي، علمًا أن لها مدخلًا آخر من جهة الجنوب.
أحد مداميك الكنيسة مبنيٌّ من حجارة قاتمة اللّون ويُزنّر الكنيسة، للدّلالة على ما يبدو بأن أهل القرية مرّوا في شدّة، أثناء عمليّة البناء...وهي من عادات الأقدمين في الكثير من القرى، إذ كان أهالي بلدة قنات يُزنّرون الكنيسة دومًا بقطعٍ من ثيابهم في زمن الأوبئة والأزمات. أمّا في زمن الصّوم الكبير، فكانت الأخيرة تُزنّر بوشاحٍ من اللّون البنفسجيّ.
بالنسبة إلى قبة الكنيسة، فهي فريدة تحمل زخرفات وتتدلّى منها سلسلة مصنوعة من كتلة حجريّة واحدة، من عمل الياس الخوري ابن بلدة سمار جبيل وصهر بلدة قنات، وكان قد صنع سلسلة مماثلة ولكن أكبر حجمًا لكنيسة مار نهرا في بلدته سمار جبيل. وتشبه هذه الاخيرة السلسلة التي تعلو باب "الحَمّام الجديد" في طرابلس.
الكنيسة من الداخل معقودة ومصلّبة، إتجهاهها نحو الشرق.. يعلو المذبح لوحة زيتيّة من عمل الرسّام كنعان ديب الدلبتاني موقعة عام 1869.
بالعودة الى مار شينا، فهو معروف بمار شينا المُعتَرِف، واسمه الأصليّ ابراميوس وقد لُقّبَ بشَينا أي "السلام أو الأمان" باللغة السريانية. يُحكى أنّه كان لِصًّا وأراد أن ينهب ديرًا للراهبات فتزيّا بثياب راهب ودقّ باب الدير فاستُقبِل بكل احترام. تغيّرت نيّة اللّص آنذاك واعترف بمقصده بعد أن شهد على أعجوبة داخل الدير، فألقى سيفه وتاب عن السرقة مع رفاقه وأصبح يدافع عن دير الراهبات. كنيسة بلدة قنات هي واحدة من الكنائس القليلة في لبنان التي تحمل اسم القديس شَيْنا، ومن بين تلك الكنائس كنيسة في حردين تحمل اسم القديس المذكور، وكذلك دير في بشرّي... كما تَروي قصة أخرى بأنّ "شينا" هو تحريف لـ "شيلا"، أحد مؤسسي الأديار في حرّان.
يحتفل بعيد القديس شينا في الخامس عشر من شهر أيلول.