المعبد الروماني - الدكوة
الدّكوة هي قرية صغيرة تقع جنوب غرب بلدة مجدل عنجر في محافظة البقاع، سكّانها في غالبيّتهم من المزارعين، وهي، على صِغَرِ مساحتها، تضمُّ موقعًا أثريًّا يعود للعصر الحجريّ، ومعبدًا يرجع إلى الحقبة الرّومانيّة.
المعبد معروف لدى أبناء المنطقة بمعبد الدّكوة، إذ لا معلومات عن هويّة الإله الّذي شُيّد على اسمه، لذا اختار السّكّان أن يطلقوا عليه هذا الاسم نسبة إلى القرية الواقع فيها. أمّا كلمة الدّكوة فهي مشتقّة من "دوكايا" الّتي تعني باللّغة السّامية القديمة "المكان المقدّس".
يُعدّ معبد الدّكوة من أهمّ المعالم الأثريّة والسّياحيّة في البقاع الغربيّ نظرًا لهندسته الفريدة. فهو من دون سقف، إنّما لا يزال يحتفظ بفنائه وبرواق أماميّ مع ثلاثة أعمدة من أصل أربعة، وباب صغير من الجهة الجنوبيّة الغربيّة، وبجدرانه مع كامل حجارتها الضّخمة. أمّا تيجانه فهي مزخرفة بطريقة فريدة. تجدر الإشارة إلى أنّه تمّ تحويل هذا المعبد لاحقًا إلى كنيسة.
صَنَّفَه عالِمُ الآثارِ الانكليزِيّ جون جورج تايلور (1851-1861) على أنّه من نوع "بروستايل"، وهو مصطلح معماريّ، يدلّ على أنّ المعبد المذكور هو من المعابد الّتي تتميّز بصفّ من الأعمدة في الجزء الأماميّ (خاصة اليونانيّة والرومانيّة)، Prostylos، واتّجاه بنائه نحو الجنوب الغربيّ. كما أشار تايلور إلى أنّ زخرفة النّافذة والكورنيش وتاج العمود تظهر تصميمًا فريدًا من نوعه في لبنان.
في جوار المعبد، موقع أثريّ آخر وُجِدَت فيه أدوات من حِجارة صَوّانيّة وفخّاريّة ومعدنيّة...تعود الى العصر الحجريّ، وتعلو الموقع مقابر محفورة في الصّخر في داخلها توابيت حجريّة.
