ولد القدّيس شربل في بقاعكفرا (شمال لبنان) في ٨ أيّار ١٨٢٨. توفّي والده وهو لم يتجاوز سنواته الثّلاثة بعد. أنهى سنة ابتداء أولى في دير ميفوق، ووفى نذره الرّهبانيّ الأوّل في ١ تشرين الأوّل ١٨٥٣ في دير مار مارون - عنّايا التّابع للرّهبانيّة اللّبنانيّة المارونيّة. سيمَ كاهنًا في بكركي في ٢٣ تمّوز سنة ١٨٥٩. دخل محبسة الدّير في عنّايا في ١٥ شباط ١٨٧٥ وتوفّي في ٢١ كانون الأوّل ١٨٩٨.
بعد وفاته تصاعدت من القبر أنوار، وصار الجثمان يرشح عرقًا ودمًا، وكان ذلك سببًا كافيًا لنقله إلى تابوت خاص. وضع الجثمان في قبر جديد داخل الدّير في ١٥ نيسان ١٨٩٩، وفي ٢٥ شباط ١٩٥٠ فُتح القبر وعرض الجثمان أمام الزّوّار الّذين جاؤوا للتّبرّك من حبيس دير عنّايا.
في ٨ أيّار ١٩٥٠، قام بعض الرّهبان بزيارة الى الدّير ومحبسة شربل، وهناك، أخذوا صورًا تذكاريّة. ولكن، عند تظهير "الفيلم"، بانت في إحدى الصور ملامح رجل ملتح لم يكن متواجدًا في المكان يومها. حتّى تبّين لاحقاً أنّه وجه الرّاهب الحبيس شربل، بعد أن تأكّد رئيس الدّير من الأمر وتعرّف إلى صورته تسعة أشخاص ممن عرفوا الرّاهب الحبيس.
في العام ١٩٥٤ وقّع البابا بيوس الثّاني عشر قرار قبول دعوى تطويب الحبيس شربل مخلوف. وفي ٥ كانون الأوّل ١٩٦٥، أعلن البابا بولس السّادس تطويب الرّاهب شربل في اختتام المجمع الفاتيكاني الثّاني. وفي العام ١٩٧٥ أعلنه البابا نفسه قدّيسًا في احتفال كبير في الفاتيكان في ٩ تشرين الأوّل ١٩٧٧. ومن بين العجائب العديدة المنسوبة الى القدّيس شربل إليه، ارتكزت الكنيسة إلى اثنتين للتّطويب وثالثة لإعلان القداسة.