يعود تاريخ الأدراج في القرى الجبلية إلى العصور القديمة، حيث استخدمت الحضارات الأدراج الحجرية للوصول إلى أماكن العبادة الموجودة عادة على قمم الجبال، بغية الاحتفال بالشعائر. وفي بعض الثقافات، كانت الأدراج تُعتبر رمزًا للاتصال الروحي بالآلهة. ومن ثم أضحت عنصرًا أساسياً في عمارة المناطق الجبلية، حيث الأراضي منحدرة والتضاريس وعرة، فاستُخدمت كوسيلة عملية سهلة وآمنة للتنقل
تاريخ الأدراج في القرى اللبنانية يعود إلى العصور القديمة، ومع مرور الوقت، أصبحت أكثر انتشارًا في قرى الجبل، حيث تمّ استخدامها لربط المناطق المختلفة في القرى بعضها ببعض . وكانت غالبًا ما تُبنى باستخدام المواد المحلية المتاحة، مثل الحجر والخشب والخرسانة ، فتُدمج بذلك بالهندسة المعمارية العامة للقرية
وفي أيامنا، عمد البعض في القرى الجبلية الى ترميم وصيانة الأدراج التراثية الحجرية المتواجدة فيها، والتي يعود بعضها إلى العصور الرومانية والبيزنطية... ويعتبر هذا النوع من الأدراج جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والتاريخية للقرى، وأضحت من المعالم السياحية التي تجذب الزوار للاطلاع على التاريخ والثقافة اللبنانية
بدأت الأدراج تظهر في غزير ابتداءً من القرن الثّامن عشر، فربطت الأحياء بعضها ببعض، وحلّت مكان الدّروب التّرابيّة، لتضفي على البلدة رونقًا طبيعيًّا. إلّا أنّها كانت تبنى بطريقة بدائيّة، غير منتظمة ولا متساوية، وغالبًا ما كانت تتعرّض للانهيار او الخراب في فصل الشّتاء. ولم تعرف البلدة الأدراج النّموذجيّة المتناسقة والثّابتة إلّا في نهاية القرن التّاسع عشر، حيث ربطت هذه الأخيرة سوق البلدة بالأحياء المجاورة. وأبرزها كان الدّرج الّذي يربط السّاحة بحيّ الكنيسة الرّعائيّة، وهو ما زال قائماً حتّى يومنا هذا، ويُعدّ الأجمل والأطول إذ إنّ درجاته متتابعة متواصلة ويصل عددها إلى ستّين درجة
ومن تلك الأدراج ما كان يصل الى الأراضي الزراعية في البلدة، وأشهرها الدرج الذي كان يربط ساحة الميدان بمناطق العزاق والزيرة ومهبيت الزراعية في وادي غزير، والذي كان يعرف بالدرج الروماني، والذي تبيّن أنّ تاريخ بنائه يعود إلى القرن التاسع عشر