ويروي Levon Nordiguian في كتابه “Chateaux et Eglises du Moyen Age au Liban” بأنّ بناء هذا الدير يرتفع على عِدَّة مُستويات.. أهمّها المُستوى الأوّل لأنه بِمثابَة مَلجأ ضِمن تَجويف في جَرفٍ صَخريّ يَمتَدّ على مَسافة عَشرات الأمتار، حيث يبدو للناظِر أنّ واجهةً مؤلّفة من مداميك حَجريّة كانت قائمة ، وهي ما تزال سليمةً بصورة جيّدة نِسبيًّا عند طَرفيّ المَغارة الشَرقيّ والغَربيّ. كذلك يُلاحَظ وجود بقايا حائط عموديّ بالنسبة إلى الواجهة الحَجَريّة وكأنه يُراد به الفَصل بين جناحَيّ الدير. كما تَبدو مَغارة ضَيّقة في التَجويف الصَخريّ تَمتَدّ إلى حوالي عَشرَة أمتار، بالإضافة إلى تجويفٍ مُستطيل مَحفور في أرض الدير، وكأنه كان يُستعمل خزّانًا للمياه. كما يوجد طابِق آخر عُلويّ، فيه حُجْرَةٌ مزوَّدة بمرامٍ. أمّا الأقسام العليا من هذا الدّير فيبدو أنّه لم يتمّ ارتيادها واستكشافها بَعد.
وفي المَكان الأهَمّ، الكائن شَرقيِّ الملجأ، تقوم حَنِيَّة صُمِدَت فيها صورة لسيّدة البزاز وهي تُرضِعُ طِفلَها، وهي من الصوَر النادِرة التي يَظهر فيها ضِرع العذراء خارج ردائها.
وفي وَسَط المَلجأ تقريباً سُوّيَ الصخر بِحيث جُعل فيه ما يُشير الى وجود مَعصَرة زيتون بقي منها رُحىً أفقيّة وحَوض التصفية. أما كُروم الزيتون، فهي بَعيدة نوعًا ما عن الدير، لأن الوادي مُنخَفِض جِدًّا في هذا المكان.
وهذا الدير الصَخريّ مُدوَّنٌ ذِكرُه في المَخطوطة رقم 57 بالمَكتبة الشرقيّة للآباء اليسوعيّين في بيروت، وقد وُصِف فيها بـ"المُعتبَر جدًّا"، إذ كان يقطِنُه خمسون راهبًا تقريبًا، وهو يعود الى أكثر من خمسة عشر قرناً، وقد سَكَنَه الرهبان منذ القرن السادِس. لكنّه خُرِّب وقُتل رهبانه بعد خراب البلاد حوالي سنة 1405.
Location: https://goo.gl/maps/UXAW8SWKNvWsqVxRA