مار جرجس الكتلة - إهدن

تم بناء كنيسة مار جرجس - إهدن  في العام 1880، بعد موافقة البطريرك بولس مسعد (1854-1890). بدأت عملية البناء في العام 1859، غير أن الأحداث التي شهدتها البلاد من مذابح العام 1860 وثورة يوسف بك كرم ضد الأتراك، أوقفت البناء زهاء العشر سنوات. وفي العام 1870 إستؤنفت الأعمال وانتهت في العام 1880 كما ذكر آنفاً.

فنظراً لصغر حجم كنائس إهدن، شعر الاهالي بالحاجَة الماسة إلى بناء كنيسة كبيرة، فتعاون وكيل الوقف انذآك حبيب بك كرم مع الأهالي لبناء كنيسة كبيرة تحمل إسم مار جرجس كتلك التي بناها الأجداد في المحلة ذاتها، وتحمل الاسم نفسه، والتي يعود بناؤها الى بداية انتشار المسيحية في الجبل، فأوكلت مهمّة البناء الى المعلّم داوود الشويري وهو من أشهر البنائين في زمانه.. وأضيفت اليها قبة الجرس في العام 1898، من تنفيذ المعلّم بولس بن الشدياق جرجس يمين، وحفر على حِجارتها، دوالي نافرة تُظهر عناقيد العنب وورق الدوالي. يقول عنها المطران يوسف الدبس في كتابه الجامع المفصل في تاريخ الموارنة المؤصل: "ممّا لا يمكن العدول عن ذكره كنيسة مار جرجس إهدن فإنّها أحسن الكنائس في لبنان وأفسحها..."

تتألّف الكنيسة من ثمانية عشر مُصلباً، قائمة على عشر أعمدة ضخمة، طولها ستة وثلاثون مترًا وعرضها تسعة عشر مترًا وارتفاعها أحد عشر مترًا. للكنيسة ثلاثة مذابح أساسية ، أضخَمها مذبح الوسط، مصنوع من الرخام الأبيض، نُحتَت عليه تماثيل نافرة لقدّيسين وملائكة من تنفيذ المعّلم إبرهيم العنيد من بيروت، كما تعلوه لوحة زيتية كبيرة لمار جرجس من عمل الرسام داوود القرم. وتعلو المذبحين الجانبيين لوحتان زيتيتان لكل من مار يوسف والسيّدة العذراء هما أيضًا من عمل الرسّام داوود القرم. رُسمت اللوحات الثلاث ما بين 1884 و1895، وزيّن جُدرانها الفنّان الإيطالي .Dentamaro ويفتخر الإهدنيون بأنها تحتضن جثمان "بطل لبنان" يوسف بك كرم.

ومع مرور الزمن، برزت تصدُّعات وتشقّقات خطرة في البناء، وبعد دراسات عميقة أشرفت عليها المديرية العامة للآثار، خضعت الكنيسة لترميمٍ هائل، شمل أعمال تدعيم وبنية تحتية وفنيّة... وعند انتهاء الأعمال، أُعيد جثمان يوسف بك كرم إلى ضريحه في الكنيسة، بعدما كان قد سُجِّي في كنيسة مار ماما طوال المدّة التي استغرقتها ورشة الترميم... وهو أيضاً كان قد خضع لعملية صيانة علمية...وكان قد وُضع في البداية، أي في ١٤ أيلول سنة ١٨٨٩ في سكرستيّا مار جرجس، قبل  أن  يُنقل الى مكانه الحالي في الكنيسة  سنة ١٩١٢  .

وفي الباحة الغربية للكنيسة، ينتصب تمثال ليوسف بك كرم (المتحف) على صهوة حصان يعود للعام 1932، من عمل النحّات اللبناني يوسف سعدالله الحويك، وفي العام 2019 خضع لعملية ترميم في مُحترف آل بصبوص في رشانا، من قبل الفنّان نبيل بصبوص.

وفي العام 2024، وبمناسبة إعلان تطويب البطريرك إسطفان الدويهي (1670-1704)، تم وضع تمثال له قبالة ضريح يوسف بك كرم، تكريماً لإرثه الروحي والتاريخي ودوره البارز في الكنيسة المارونية.

 Location

  Video of the Youssef Bey Karam Museum in Zgharta