شُيِّدَت كنيسة السيّدة - فقرا في العام 1985، بَعدَ أن كان قَد وَضَع تَصاميمَها المُهندِس المِعماري راوول فرني (1930-2017) Raoul Verney. وقد إعتُبِرَت تُحفَةً هندَسية من حَيثُ إبتكارها الفريد...
فَالمَساحَة التي شُيِّدَت عَلَيها الكَنيسة، هي كِنايةٌ عن مُرَبَّعٍ مَقطوعٍ بِقطرَين: قِسمٌ يضِمُّ كَنيسةً في الهواء الطَلق وكَنيسة صَغيرة مَسقوفة، وأخر يَضُمُّ حَديقتين مَزروعَتين، إحداهما قَمحاً والأخرى عِنباً، تُجَسِّدان القُربان المُقَدَّس، أي الخُبز والنَبيذ.
تَرمُز الكنيسة بِشَكلها المُربَّع، والمَبنية من الحَجَر الطبيعي والإسمَنت الخام، الى الكنيسة اللبنانية التَقليديّة. مَذبَحُها بإتجاه الشَرق، يَرمُز إلى المَصدَر الذي يأتي مِنه خَلاص البَشريّة.
للكنيسة المَسقوفَة مَدخَلان جانبيان مِن تَحت قِبَّة الجَرَس يقودان الى داخلِها، فهي صغيرة لا تتَّسِع لأكثَر من خَمسين شَخصاً، مَذبَحُها من الإسمَنت، تَعلوه صورَة للسيّدَة العذراء حامِلةً الطِفل يسوع، وفَوقها صَليبٌ خشبيّ كبير. وفي زوايا مُتقابلة يميناً ويساراً، يوجَد جُرن المَعمودية وكُرسيّ الإعتِراف، وتَعلو الجُدران المُتقابلة يِميناً ويِساراً، لَِوحاتٌ فَنيّةٌ مَن الخَشَب، تَرمُز الى مَراحِل دَرب الصَليب..
سَطحُها يَكسوه العشبُ الإخضَر، ويَعلوه مِن جِهَة الشَرق، صَليبان مَدموجان، بَحَيثُ يُمكِن رؤية شَكل الصليب من أي جِهَة كان..وتُقابله مِن جِهة الغَرب قبَّة إسمَنتية فَريدَة من نَوعِها على شَكل مُكَعَّب، يتوسَطَه شَكلٌ هندسيّ هو عِبارة عن كُرَة فارِغة، لا تَحوي جرساً كما جَرت العادَة، وذلك للدلالة على تَوَقُف التَدَفُّق الزَمني....
ما يَلفُت الإنتباه عند مَدخَل الكنيسة، كتابةٌ يونانية وسَمَكَة مَنحوتَة. فَرَمزُ السَمَكَة هو من الرُموز الهامَة التي كان يَستَعمِلُها المَسيحيون إبّان الإضطِهاد.
فَكَلِمَة سَمَكة تَعني باليونانية القَديمَة ΙΧΘΥΣ
:وهي تختصر بحروفها ما معناه
"يَسوع المَسيح إبن الله المُخَلِّص"
(Iησοῦς Χριστός, Θεοῦ Υἱός, Σωτήρ) ΙΧΘΥΣ
الدائم، الذي إختَصر كافة أعمالَه: وكان شِعار المُهندِس المِعماري راوول فرني
«Pourquoi s'accrocher à une forme lorsqu'on détient la matrice vivante de formes renouvelées à l'infini tout en restant porteuses des valeurs pérennes»…
بِما مَعناه:
لِما التَعَلُّق بشَكلٍ، عندما نَمتَلِك القالِب الحَيّ لأشكالِ مُتَجَدِّدَة الى ما لا نهاية، والتي تَحمِل القيم الثابتة...
En Hommage à Raoul Verney