عَين الدِلبة هي قَرية من قُرى قضاء جبيل، تَرتَفِع عن سَطح البَحر بِمُعدّل 900 متر، وتَبعُد عن العاصمة بيروت، مسافة 48 كيلومتراً، و16 كلم عن جبيل مركز القضاء. يَتمُّ الوصول إليها من نهر إبراهيم صُعوداً عَبر بَلدة فتري
مَعبَد عين الدِلبِة هو واحدٌ من عِدَّة مَعابد رومانية، تَنتَشِر على ضِفاف نهر ابراهيم... وهو مَعروف بإسم مَعبَد المَشنَقَة، وهذه التَسمية تَعود الى أيام العثمانيين حين تَمركزوا في المَعبَد وحَوَّلوه الى مَحكَمة، وأقاموا فيه مَشنقة لتَنفيذ أحكام الإعدام. في البدء، أُطلِق اسم المَشنَقة على الكوع المُحاذي للمَعبد، ومن ثُمَّ بات المَوقَع الأثري بأكمله يُعرَف بإسم مَعبَد المَشنَقة. كما ويؤكِد الدكتور وفيق علّام المُتَخَصِّص في عِلم الآثار، أن التَسمية تَعود الى الحَقَبة الرومانية.
قال المُستَشرِق البلجيكي الأب اليسوعي هنري لامنس (1862-1937) عن المَعبد في كِتابه "تَسريح الأَبصار في ما يَحتَوي لبنان من الآثار": مَوقَع مآثره الجليلة في وادي نهر ابراهيم على رَبوَة ذات قَطع عمودي، مُشرِفَة على النهر، ولتِلك الضواحي مَنظر يَجمَع بين الحُسن والغرابة..." ويضيف: " هو عِبارة عن سور مُرَبَّع مُستطيل طوله 95 مِتراً وعَرضَه 50 مِتراً، مَدخله من جهة الشرق...وفي داخل السور من الجِهة المُقابِلة للباب، بقايا أساس مُرَبَّع بُنيت فوقه أعمدة لَم يبقَ منها غير حِجارتِها السُفلية... وفي البَحثِ عن أصل هذه الأطلال، وَجَدنا أنها كانَت هَيكلاً يَتَوسط السور الذي ذَكرناه. وكان لهذا الهَيكل أعمِدَة من الطِراز الكورنثي، يَعلوه هَرم مَخروط الشكل، بقي منه حَجَران مَنقوشان نَقشاً بَديعاً...".
كما ذَكَره أيضاً عالِمُ الآثارِ الإِنْكْليزِيّ جون جورج تايلور (1851-1861) في كتابه عن آثار لبنان: "أن الجِهة الشَرقية في المَعبَد كانَت تَضُّمُ مَذبحاً بَناه الرومان بِهَدف تَقديم القَرابين للآلهة".
من الجِهة الغَربية الشَمالية لِلسور، تُوجَد مَدافِن قَديمة مَنحوتة في الصَخر، تَعود إلى الحَضارتين الرومانية والبيزنطية، بالإضافة إلى مَساكِن مُهَدَّمة، لم يبقَ منها سوى كنيسة سيّدة الميدان التي رُمِّمَت وأضحَت تَستقبِل المؤمِنين، وهي تَضُّم مَدافِن أبناء البَلدة.
تقع كنيسة سيّدة الميدان في الجِهة الغَربية الشَمالية لِسور قلعة المشنقة. في باحة الكنيسة سِنديانة شاهِقَة يَتَجاوَز عُمرها الأربعماية سنة، وهي بِمثابة قبَّة لجَرَس الكنيسة منذ العام ١٩٥٠، مشهد فريد من نوعه تمتاز به تلك الكنيسة.
يقول الأب اليسوعي هنري لامنس (1862-1937) عنها: "في شمالي السور الأعظم، هُناك أبنية من ضَيعة سَكنَها قديماً النَصارى، والدَليل على ذلك أنّه من جُملة الخرائب، كنيسة على هيئة الكنائس البيزنطية، ولعَلَّ النَصارى احتلوها الى أيام الفَتح الإسلامي.
أمّا من الجِهة الشَمالية للمَعبَد، فهُنالك نواويس مَحفورَة في الصَخر مع أغطية لها مَخروطة الجوانب، بالإضافة الى أجرانٍ مَحفورة. وبالقرب من النواويس، هنالك ثلاث لوحاتٍ مَنحوتة في الصخر، إثنتان منهما تَبرُزان مَلامِح رَجُل وامرأة كُل منهما على حِدَة، ضِمن إطارٍ من الطِراز الأيوبي، يُروى أنهما لأدونيس وعَشتروت، وَصَف الأب اليسوعي هنري لامنس (1862-1937) الرجل بقوله: "بَطَل يَتمتَّع بِبُنية قوية، يَرفَع يَدَه كأنه يَحمِل رِمحاً ويَتَحَفّز للقِتال". وتلك الصَخرة هي شبيهة بصَخرة أدونيس في الغينة. بجانب تلك اللوحَتين، لَوحَة مَنحوتة أصغر قياساً، من الممكن أنها للإله إيريس.
Location: https://goo.gl/maps/c5XTufG87Z94Uwhb6