قلعة الحصن - بشعلة

يقول الدكتور أنيس فريحة، في كتابه "مُعجَم أسماء المُدُن والقُرى اللبنانية"، أن كلِمة "بشِعلِة (بشِعلي) وقد جاء ذكرها في مصادر صليبية: "بت زعال"، الباء مقطوعة من "بت"، وأمّا الجزء الثاني فيُحتمل أن يكون من جذر "شالي"، رفع وعظّم ومجّد، أي أنه على وزن "شَفعَل"، من جذر "علا" (أي أن الشين من أصل حروف الجذر)، ويفيد العُمق والتقعُّر والقاع، أو ثعلب (ويقابِله في العربية ثعال وثعالة)، وعليه معنى الاسم، 1- المكان المُستعلي المجيد، الرفيع، 2- المكان المُنخفض المُتقعّر، القاع، 3- بيت الثعالب. وأخال أهل بشعلة يفضلون المعنى الأول". وبعضهم يقول أن "بشعلة اسمٌ أراميّ سريانيّ (بيت زحال: شعلو) ويعني المكان الرفيع العالي العظيم". وقيلَ كنعانيّ أو عبريّ، ويعني بيت الإلٰه

 

وتتنوع الآراء حول أصل اسم بشعلة. يرى بعض الباحثين أنّه مرتبط بالنار التي كانت تُشعل قديماً إعلاناً لخبر أو تمهيداً لتقديم القرابين، وأن الاسم مشتق من السريانية بحيث يتكوّن  من بيت بمعنى «مكان» أو «موضع»، ومن جذر يشير إلى الرفعة والعظمة

.وتقترح آراء أخرى جذراً سامياً يفيد الارتفاع والعلو، ما يجعل الاسم بمعنى المكان العال 

.كما يُنسب الاسم إلى معنى آخر من السريانية يرتبط بــ بيت إيل أي «بيت الله»، بما يحمل ذلك من دلالات على المقام والقدسي 

وقد أشار الصليبيون إلى البلدة باسم Bet Zaal ، ما دفع البعض للاعتقاد بأنها ربما كانت مقاماً للإله زحل. فيما رأى الكونت فيليب دي طرازي أن معنى الاسم في السريانية هو راحة الكف

 

تقع بشعلة في جرد البترون، يتراوح ارتفاعها ما بين 1200 و 1400م تقريبًا، وتبلغ مساحتها نحو 600 هكتار. تبعد عن مدينة البترون حوالي 25 كلم، وعن طرابلس 54 كلم، وعن بيروت 75 كلم

ومنذ  القِدَم، ارتبطت بشعلة ارتباطاً وثيقاً بشجرة الزيتون، إذ تنتشر فيها أشجار معمّرة تضفي على القرية طابعاً مميّزاً وتجعلها إحدى أبرز وجهات السياحة البيئية

يمكن الوصول إليها من قضاء البترون عبر دريا، شبطين، العلالي، مراح الحاج وآسيا، أو عبر خطّ البترون – بجدرفل – كور – آسيا – بشعلة. كما تصل إليها طرق أخرى من قضاء جبيل عبر مسالك عنّايا – ترتج أو عمشيت – ترتج – ميفوق – حدتون – محمرش، بالإضافة إلى طريق من تنورين عبر دوما. أمّا من قضاء الكورة، فيمكن بلوغها عبر بزيزا، كفتون، المجدل ومزرعة بني صعب

    ، تحدّها من الشرق دوما، ومن الشمال بلدات بشتودار وبيت شلالا، ومن الغرب آسيا ومن الجنوب بلدتي ترتج وحتّون.             ا 

 

أمّا قلعة الحُصْن التي تقع في بلدة بشعلة – البترون على قمة جبلٍ مخروطي الشكل، على علّوِ 1260م فوق سطح البحر، وتُشرِفُ على قسمٍ من الساحل اللبناني والسوري، موقعها يَصعُبُ الولوج اليه إلّا عبر مَمَرٍ وحيدٍ وعِرٍ. تضمُّ القلعة بقايا حصنٍ كبير، وآثار يونانية، رومانية وبيزنطية. يُرَجِّح الباحث الفرنسي إرنست رينان في كِتابه "مُهَمَّة الى فينيقيا"، أن تكون القلعةَ فينيقية، كونه توجد بمحاذاتها لجهة الغرب صخرةٌ ضخمة وسطها مثقوب، وكأنها كانت تستخدم لتقديم ذبائح الفنيقيين، كما يُلاحظ وجود مدافن ونواويس. طول القلعة يناهز 300م وعرضها 150م. وفي العام 2018 بدأت المديرية العامة للآثار، ولو متأخّرة، بأعمال التنقيب في المكان.

Location: https://goo.gl/maps/qKeh3QEzTHMsCCD47